تحفةٌ من الجمال والأصالة تمتد جذورها عبر القرون.
لا يزال فن الحفر على الخشب والتطعيم بالصدف يحتفظان بسحرهما الخاص بين عشاق الفن الأصيل، فهما من أقدم وأرقى الفنون الحرفية التي عرفها الإنسان منذ العصور القديمة. وقد اشتهرت المدرسة الدمشقية بإبداعها في هذا المجال، حيث حوّل الحرفيون المهرة الخشب الجامد إلى تحف فنية تنبض بالحياة والجمال.
تبدأ الحرفة بيد النجار الذي يصنع القطعة الأساسية بدقة، ثم يتولى الرسام رسم النقوش والزخارف المطلوبة. بعد ذلك، يقوم الحرفي بحفر مواضع دقيقة لتثبيت خيوط القصدير الفضية، تليها مرحلة تثبيت قطع الصدف الصغيرة بعناية مذهلة، لتتجلى في النهاية لوحة فنية تمزج بين الخشب والضوء واللمعان.
جمال التفاصيل ودقة الحرفة
اعتمدت الزخارف الخشبية المطعمة بالصدف على الحفر العميق والتلوين والتطعيم، لتشكّل رسومات هندسية ونباتية خلابة كانت تُستخدم لتزيين القصور، والمنابر، وصناديق المصاحف، وحوامل الكتب، والخزائن، وحتى جدران المساجد.
ومن أقدم النماذج التاريخية لهذا الفن ما نجده في الجامع الأموي بدمشق والمسجد الأقصى، حيث تتجلى روعة النقوش والزخارف الخشبية المطعمة بأصداف البحر.
أنواع التصديف
تتنوّع أساليب التصديف حسب الغرض وحجم القطع المستخدمة:
- التصديف المشجر: يعتمد على الأصداف الكبيرة ويُستخدم في تزيين القطع الخشبية الضخمة مثل الصناديق والكراسي.
- التصديف الهندسي: يستخدم أصدافًا صغيرة الحجم لتكوين أشكال دقيقة تُزيّن العلب والأدوات الصغيرة بروح فنية مذهلة.
مراحل الإبداع
تمر صناعة القطع الخشبية المطعمة بالصدف بعدة مراحل تتطلب دقة وصبرًا:
- اختيار الخشب: ويفضل الحرفيون خشب الجوز البلدي لجودته ومتانته وجمال لونه الطبيعي.
- الرسم والحفر: تُرسم النقوش على سطح الخشب ثم تُحفر المواضع المخصصة للقصدير والصدف.
- تثبيت القصدير والصدف: تُغرس خيوط القصدير في النقوش الدقيقة ثم تُثبت قطع الصدف بعد معالجتها وصقلها.
- التشطيب النهائي: تُحفّ القطعة وتُلمّع حتى تصبح ملساء وبراقة، لتتحول إلى عمل فني خالد يجسد روح الحرفة العربية الأصيلة.
اكتشف روعة الحرف التقليدية التي لا تزال تنبض بالحياة في منتجاتنا المصنوعة بعناية، تصفّح قطعنا الخشبية المطعّمة بالصدف لتضيف لمسة فنية تجمع بين الجمال والروحانية إلى ديكورك.
أنماط النقوش التقليدية
- النقش العربي
- النقش الفاطمي
- الصدف العربي
- النقش المشجر
فن الحفر والتطعيم بالصدف ليس مجرد حرفة، بل هو حوار بين الخشب والبحر، بين الحرفة والجمال، يعكس روح الفن الإسلامي العريق ودقّة الحرفيين الذين ورثوا أسراره جيلًا بعد جيل.